domingo, 11 de marzo de 2012

قطرة الندى


قطرة الندى

       في احدى المقالات التي كتبتها وأنا طالبة في الجامعة بالسنة الاولى ماستر بسورية لاحد المواد التي كانت تدرس في كلية الإعلام بدمشق , كانت المادة للدكتور أديب خضور وتدور هو تحرير الأشكال الصحفية , ووجب على كل طالب منا ان يدور حول فكرة  ما  جديدة كانت ام قديمة ويحاول ان يجددها ويطورها الى ان تصبح فكرة قابلة للتطبيق في أي مجال من مجالات الإعلام.
       كنت في تللك الفترة أذهب للتنزه أمام نهر بردى او فرع نهر بردى الذي يمر  على طول الطريق الى ساحة الامويين, كانت الطبيعة جميلة جدا فالربيع في كل مناطق العالم فصل بعد فصل الخريف فصل الحكمة يأتي الربيع للتجديد والخلق الجديد ...
كانت متعتي بمشاهدة ولادة الطبيعة لا تفوقها متعة, المهم في احدى المناظر الخلابة لانتعاش الطبيعة, كنت محدقة في قطرات الندى المتساقطة على بردى, وعندما تقف كنت انا أرمي بالحجرات لأرى دوائر الماء المتنامية  والمتباعدة من أثر تللك القطرات او الحجرات, وفي تللك اللحظة ولدت فكرة بحثي الذي كان يشغل تفكيري, وبدأت ارمي بالحجرات أكثر وأكثر لأثبت فكرة البحث.
        وجاء وقت العمل بها بدأت بالكتابة وبما أننا في أبحاثنا تتطلب اللغة العلمية لا اللغة الأدبية بدأت الكتابة العلمية للفكرة, لكن عنوان البحث لم استطع الا ان اتركه باللغة الأدبية لأن الطبيعة قد خلقته.
       كان عنوان البحث التكنولوجيا قطرة الماء التي حركت النهر الراكد, قرأت في أحدى المرات لخلق شي جديد عليك بالنظر او التأمل  ثم الاحساس به ثم انظلق بالتغير والابداع, هكذا طرقت فكرة بحثي بالتأمل بالطبيعة التي كانت قطرات الندى هي ملهمتي للبحث ثم احسست بانها حقيقة  ثم بدأت الابداع,  كانت قطرات الندى كلما تسقط تجعل من المياه الراكدة  مليئة بالحيوية ويبقى صدى تأثيرها الى بضع دقائق الى أن يزول تأثيرها.
       هنا قلت لما لا, لما لا تكون التكنولوجيا التي طرقت أبوابنا مثل قطرات الندى التي سقطت على عالمنا وحياتنا اليومية لتجعل منها حيوية مليئة بالألولن , التكنولوجيا لم تكن سوى عبارة عن الات لكن بعد سنين طويلة من استخدام الراديو والتلفزيون, وانا اتكلم هنا في مجال التعليم لانه مجال تخصصي  ونحن نعلم ان هذا الجانب التربوي من التكنولوجيا الى الان لم يحظى بالاهتمام من قبل المسؤولين عن هذا المجال.

كان يجب على قطرات الندى ان تسقط وكان على المياه الراكدة ان تتحرك
       لم تبقى الفكرة عند ذللك الحد بل بدأت بالتفكير ان تللك الدوائر المبعوثة من الوسط هي اما ان تكون قريبة وقوية او عميقة, وبعيدة وتقريباً متلاشية.
       وهنا كانت تأتي في خاطري ان تللك الدوائر القريبة هي القطاعات التي يجب ان تتأثر بالتكنولوجيا اما تللك المتباعدة في القطاعات التي لم تتأثر بعد أو تأثرت ولكن بنسبة ضئيلة.
       كان الوسط هي حياتنا اليومية الأكثر وقعاً والأكثر تأثراُ بالتكنولوجيا ونحن  نعرف اليوم من منا الى الان لم يحمل افضل الموبايلات, من منا لا يشاهد التلفاز عن طريق الاستطلايت, من منا لا يلتقط الصور الديجيتال, والكثير من تللك الدوائر الصغيرة التي حركت يومنا بالجديد المفيد, وهنا لا أريد ان ادخل بالجدالات المستمرة اذا كانت التكنولجيا مفيدة او مضرة, فبرأي التكنولوجيا أداة ليس الا. ليست الا قطرة ندى في بركة حياتنا اليومية, سواء كانت المياه عكرة او صافية المهم قطرة الندى هي قطرة. وتأتي بعد ذللك القطاعات الطبية والعلمية وووالمعلوماتية وغيرها......
       اما للأسف فإن من الدوائر التي لم تزل بعيدة عن المصدر الى الان هي قطاع التربية والتعليم بكافة مستوياته وتدرجاته العمرية والذي كان يجب ان يكون من اكبر القطاعات قريبا من المصدر الى انه الدائرة الاكبر"ونحن نعلم ان الدوائر المتشكلة من قطرة الماء الواقعة على بركة راكدة كلما بعدت عن مصدر الارتجاج كلما كانت اكبر واقل ارتجاجاً" , هذه مسلمة طبيعية وواقعية لان من اكبر القطاعات هو القطاع التريوي والذي الى الان قطرة ندى صغيرة لم تحرك مياهه الراكدة.



تم 11 اذار 2012

No hay comentarios:

Publicar un comentario